التسويق الالكتروني

التسويق بالمحتوى || استراتيجية تسويقية ناجحة تجذب العملاء

استراتيجيات التسويق بالمحتوى

المحتوى هو الملك، جملة رنانة يكررها خبراء التسويق بالمحتوى في كل مناسبة. وبالتأكيد لم تخرج هذه العبارة من فراغ، بل لأنها العنصر الحاسم في إيصال رسالة العلامة التجارية إلى العملاء، والتميّز في ساحة المنافسة.

ولم يعد يخفى على المسوقين أثر المحتوى الفعّال في تحويل الجمهور إلى عملاء حقيقين، والتفاعل معهم، وصولاً إلى المحافظة عليهم كعميل دائم يمتلك الولاء لعلامتك التجارية.

في هذا المقال سنتحدّث عن أهمية التسويق في المحتوى وأنواعه وفوائده وأفضل استراتيجيات التسويق بالمحتوى لتحقيق أهداف العلامات التجارية.

ما هو المحتوى:

يُخطئ الكثير من الناس في فهم المحتوى وأنواعه، إذ يقتصر الفهم العام على أنّ المحتوى هو الكلمات المكتوبة. وبالتأكيد هذا ليس صحيحاً!

فالمقصود بالمحتوى هو كل أنواع المواد التي يتم توفيرها للجمهور، سواءً كان المحتوى تفاعلي مع الجمهور أو يقدّم معلومة فقط.

أنواع المحتوى:

لإزالة اللبس، يمكن اختصار أنواع المحتوى الأساسية بـ:

  • كتابات نصية.
  • صور.
  • فيديوهات.
  • رسوم بيانية.
  • صوتيات.
  • خرائط تفاعلية.
  • الألعاب.
  • وغير ذلك.

بمعنى آخر، يعكس المحتوى تفاوتاً كبيراً في أشكاله وأنواعه، مما يتيح للمسوقين توجيه رسائلهم بشكل فعّال وجذاب لجمهورهم المستهدف.

ويظهر تنوّع المحتوى الرقمي كأداة فعّالة لبناء العلاقات مع العملاء. حيث يتيح للعلامات التجارية التفاعل بشكل أوسع وأعمق، مما يعزّز التفاعل بين العلامة التجارية وجمهورها.

من جانبٍ آخر، يعمل المحتوى بشكل رئيسي على مخاطبة الجمهور نحو تحقيق الأهداف التسويقية للعلامات التجارية بشكل فعّال.

وهذا يقودنا إلى السؤال الأهم، هل صناعة المحتوى تشمل التسويق بالمحتوى؟

بالتأكيد الإجابة لا، ويجب أن يُطرح السؤال بالعكس تماماً. لأنّ صناعة المحتوى هي حلقة ضمن سلسلة التسويق بالمحتوى، وهذا ما سنوضّحه بالتفصيل في الفقرة القادمة.

ما هو التسويق بالمحتوى؟

يُعتبر التسويق بالمحتوى عملية شاملة تتضمن التخطيط وإنتاج وتوزيع المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع الويب، والتطبيقات وغيرها.. بهدف تحقيق أهداف تسويقية محدّدة.

لذلك فإن صناعة المحتوى دون وجود استراتيجية تسويق واضحة الأهداف، ما هي إلا مضيعة للوقت، أو على أبعد تقدير يمكن اعتبارها محاولة اعتباطية قد يكون لها حظوظ نجاح ضعيفة جداً في حسابات الصدفة.

اقرأ أيضاً: 7 خطوات نحو إنشاء خطة تسويق الكتروني ناجحة.

في حين تتنوّع استراتيجيات التسويق بالمحتوى لتلبية احتياجات الجمهور المستهدف وتعزيز تفاعله مع العلامة التجارية.

وتتضمّن هذه العملية الشاملة جذب الانتباه، وبناء الوعي بالعلامة التجارية، وتعزيز التفاعل، وتحويل المشاهدين إلى عملاء، مما يسهم في تعزيز المبيعات وبناء قاعدة جماهيرية قوية تتّسم بالولاء والثقة للعلامة التجارية.

أول من استخدم التسويق في المحتوى:

وفقاً لـ contentmarketinginstitute، يعود تاريخ التسويق على المحتوى إلى السيد بنجامين فرانكلين- أحد أوائل رواد هذا المجال. والذي نشر في عام 1732 تقويماً خاصاً به يدعى “Poor Richard’s Almanack” بهدف الترويج لأعماله في مجال الطباعة.

وبالفعل حقّق نتائج ممتازة حينها من زيادة المبيعات للمطبعة التي يعمل بها، ويمكن القول أنّ هذه الفكرة هي أول حملة تسويق بالمحتوى مثبتة تاريخياً.

ومع مرور الوقت، طوّرت استراتيجيات كتابة المحتوى لتشمل وسائط متنوعة، من الصحف والمجلات إلى وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى التفاعلي.

وفي القرن الواحد والعشرين، شهدنا تطوراً هائلاً في هذا المجال بفضل التكنولوجيا الرقمية وظهور منصات الإنترنت، مما أدى إلى توسع الفرص وتعزيز تأثير المحتوى التسويقي.

ورغم تقدم التكنولوجيا، فإن قوة القصة والتواصل الفعّال تظل ركيزة أساسية في عالم كتابة المحتوى، حيث يسعى المسوقون إلى تقديم قيمة مضافة للجمهور وبناء علاقات قائمة على الثقة والشفافية.

فوائد وأهمية التسويق بالمحتوى

يعتبر التسويق بالمحتوى وسيلة فعّالة لتحقيق الأهداف التسويقية وتعزيز الوجود الرقمي للعلامة التجارية.

ومن جانبٍ آخر يقدّم المحتوى إجابات وحلول للعملاء، حول التعريف بالمنتجات/ الخدمات أو طريقة استخدامها أو المنافع المقدّمة…

ويمكن تلخيص أهم نقاط فوائد التسويق بالمحتوى وفق التالي:

  • يسهم التسويق بالمحتوى في بناء الثقة بين العلامة التجارية والجمهور، حيث يتيح إنشاء محتوى قيّم ومفيد للمستهلكين.
  • يعزّز التسويق بالمحتوى تفاعل العملاء ويعمل على جذب انتباههم من خلال تقديم معلومات مفصّلة ومثيرة للاهتمام.
  • يساعد في إيصال رسالة العلامة التجارية إلى جمهورها، وتقديم الحلول لمشاكل العملاء.
  • يلعب التسويق بالمحتوى دوراً مهماً في تحسين محركات البحث، حيث يتيح إنشاء محتوى متميز لتحقيق مركز متقدّم في نتائج البحث.
  • يعزّز التسويق بالمحتوى التفاعل الاجتماعي ويشجّع على مشاركة المحتوى، مما يعزّز الانتشار العضوي ويوسّع دائرة الوصول.

لذا يمكن القول بأنّ التسويق بالمحتوى ليس مجرد استراتيجية تسويقية، بل هو أداة حيوية لبناء علاقات قوية مع الجمهور وتعزيز هوية العلامة التجارية بشكل فعّال.

من جانبٍ آخر، لا يمكن الاستفادة من التسويق بالمحتوى دون وجود استراتيجية واضحة وعملية للتسويق بالمحتوى تحقّق الهدف المطلوب.

استراتيجية التسويق بالمحتوى نحو تحقيق الأهداف

يبدأ النجاح في بناء المحتوى التسويقي من وجود استراتيجية فعّالة، تعمل كبوصلة في توجيه وإدارة مواد التسويق بشكل محكم.

لذلك تُعتبر استراتيجية تسويق المحتوى الركيزة الأساسية في تحديد الأولويات والتخطيط الدقيق للتغلّب على التحديات التي قد تواجه كل جزء من المحتوى.

ويمكن القول بأنّ وجود استراتيجية محتوى يحدّد الفارق بين المحتوى الذي يفتقر إلى التأثير (الحشو)، وبين المحتوى الذي يتميز بالغنى المعرفي.

وهذا يقودنا إلى السؤال: كيف أبني استراتيجية تسويق بالمحتوى؟

العوامل الرئيسية لبناء استراتيجية التسويق بالمحتوى لشركتك:

إن بناء استراتيجية التسويق بالمحتوى يشكل ركيزة أساسية لنجاح أي شركة وتفوّقها في ساحة المنافسة. لأن المحتوى يجسد نقطة اتصال حيوية بين الشركة وجمهورها المستهدف.

إذا كنت صاحب شركة أو تخطّط لإنشاء شركة، فيتوجب عليك الاهتمام ببناء خطة تسويق بالمحتوى فعّالة. كيف؟

عبر اتباع عوامل بناء استراتيجية التسويق بالمحتوى التالية:

أولاً: تحديد الهدف

ابدأ بتحديد الأهداف التسويقية التي ترغب في تحقيقها من خلال حملتك في التسويق بالمحتوى، سواءً كانت زيادة الوعي بالعلامة التجارية، زيادة المبيعات، تحسين التفاعل الاجتماعي، أو غير ذلك.

ثانياً: تحليل الجمهور المستهدف

ركّز على إتمام دراسة متكاملة للجمهور المستهدف وتحديد احتياجاتهم واهتماماتهم لتكون قادراً على إنشاء محتوى يلبّي توقعاتهم ويثير اهتمامهم.

ثالثاً اختيار القنوات المناسبة

حدّد القنوات التي ستستخدمها لتوزيع المحتوى، بناءً على مكان وسلوك الجمهور المستهدف، وليس بشكل اعتباطي، سواءً كانت منصات التواصل الاجتماعي، المدونات، البريد الإلكتروني، أو غيرها…

رابعاً: تحديد أنواع المحتوى

اختر أنواع المحتوى المناسبة للهدف المنشود، مثل المقالات، الفيديوهات، الصور، الإنفوجرافيك، البودكاست، وغيرها.

وذلك وفقاً لما يناسب جمهورك المستهدف، ويحقّق أهداف علامتك التجارية.

خامساً: تحديد توقيت النشر

حافظ على دراسة الأوقات المناسبة لنشر المحتوى بناءً على عادات وجداول الجمهور المستهدف، مما يزيد من فرص الوصول إليهم بفعالية.

سادساً: تقييم وقياس الأداء

استخدم أدوات تحليل الأداء لقياس فعالية استراتيجية التسويق بالمحتوى وفهم مدى تأثيرها، ومن ثم إجراء التعديلات اللازمة لتحسين النتائج.

لا تقم بالتحليل وقياس النتائج بشكل اعتباطي، بل احرص على وجود مؤشرات أداء دقيقة KPIs يمكن قياسها وتحسينها.

سابعاً: التفاعل مع الجمهور

تفاعَل مع جمهورك وحفّزه على المشاركة من خلال طرح محتوى قيّم وتفاعلي. واحرص أيضاً على الرد على التعليقات، وتشجيع مشاركة المحتوى، وبناء تفاعل إيجابي.

وهذا بدوره يشكّل جزءاً أساسياً من استراتيجية التسويق الاجتماعي. إذ يتيح لك طرح محتوى قيّم وتفاعلي الوصول إلى فئات واسعة من الجمهور، مما يعزّز الوعي بالعلامة التجارية ويحقّق تفاعل مرتفع ووصول كبير بشكل طبيعي (Organic).

ثامناً: الاستمرارية والتحديث

احرص على تحديث وتطوير المحتوى بشكل دوري لضمان استمرار جاذبيته ومواكبته للتغيرات في احتياجات الجمهور وتطورات الصناعة.

وحتى لو كان المنتج/ الخدمة لا تحتوي على مستجدات، لابدّ لك أن تبدع في ابتكار محتوى جديد.

وتذكّر دائماً أنّ جمهورك لا يحب التكرار، وسيمل من محتواك بسرعة إن كان يخلو من الإبداع.

أهم الخطوات قبل البدء بالتسويق بالمحتوى

قبل الانطلاق في رحلة التسويق بالمحتوى، ينبغي تركيز الجهود نحو جوانب حيوية تشكل أساس نجاح الحملة.

لأن التسويق بالمحتوى إذا لم يقم على أسس استراتيجية صحيحة، قد يتحول إلى جهد تسويقي عشوائي عديم القيمة. لذلك يتعين التركيز على النقاط التالية كخطوات أساسية قبل البدء برحلة التسويق بالمحتوى:

أولاً: فهم رحلة الشراء للعميل:

يتطلب الأمر دراسة مستفيضة لرحلة الشراء للعميل، بدءاً من التوعية حول المنتج أو الخدمة وصولاً إلى اتخاذ القرار النهائي. هذا الفهم يمكن أن يوجه إعداد المحتوى بشكل فعّال لتلبية احتياجات وتوقعات العملاء في كل مرحلة.

بشكل عملي، ينبغي عليك تطبيق الطرق الحديثة في تكامل استراتيجيات التسويق بالمحتوى مع تحليل رحلة العميل.

وبهذا يمكن تضمين محتوى يلبّي احتياجات المستهلكين في كل مرحلة من مراحل قرار الشراء، بدءاً من مرحلة الوعي، وصولاً إلى مرحلة الاستفسار، من ثم اتخاذ القرار.

ثانياً: تحديد العملاء المستهدفين بدقة:

يجب تحديد وفهم جمهور العملاء المستهدفين بدقة، مع التركيز على الشرائح التي يمكن أن تستفيد بشكل كبير من المحتوى المقدم. هذا يساعد في توجيه الجهود بشكل فعّال نحو الجمهور المناسب.

فمن خلال إجراء تحليل تفصيلي لاحتياجات وتفضيلات الجمهور، يمكن تشكيل المحتوى بطريقة تلبي توقعات الجمهور المستهدف.

وهذا لا يساعد في جذب انتباههم بشكل أفضل وحسب، بل يزيد أيضاً من احتمال تحفيزهم للتفاعل واتخاذ الإجراء المطلوب من مبيعات وغيرها.

ثالثاً: تحديد الهدف من التسويق بالمحتوى:

يتطلّب تحديد الهدف من التسويق بالمحتوى وضع أهداف محدّدة وقابلة للقياس لتوجّه عملية التسويق بشكل صحيح.

وسواءً كان الهدف من المحتوى تعزيز الوعي، زيادة التفاعل، أو حتى تحقيق زيادة في المبيعات، فيجب أن تكون الجهود متناغمة مع هذه الأهداف المحدّدة بدقة.

فعند تحديد الأهداف بشكل صحيح، يمكن ضبط الاستراتيجيات بشكل مناسب لضمان تحقيق نتائج ملموسة.

بالتالي، تلعب عملية وضع الأهداف الدور الأبرز في تحديد اتجاه الحملة وضمان تحقيق أقصى قدر من الكفاءة والفعالية في استخدام المحتوى لتحقيق النتائج المرجوة.

رابعاً: تحديد الخدمات الرئيسية للتسويق بالمحتوى:

إن تحديد الخدمات الرئيسية للتسويق بالمحتوى جانب رئيسي من استراتيجية التسويق بالمحتوى. حيث يتوجب تحديد الخدمات أو المنتجات الرئيسية التي سيتم التركيز عليها خلال الحملة.

هذا التحديد الدقيق يسهم في توجيه الجهود وإبراز النقاط الرئيسية التي تميّز العلامة التجارية، من خلال تقديم محتوى ذو قيمة يلبّي احتياجات العملاء ويعزّز فهمهم لفوائد المنتجات أو الخدمات.

هذا النهج يساعد أيضًا في بناء صورة قوية ومميزة للعلامة التجارية، مما يعزّز تأثير حملة التسويق بالمحتوى ويسهم في تحقيق أهداف الحملة بنجاح.

عناصر المحتوى الفعال لتعزيز نتائج التسويق بالمحتوى:

لضمان نجاح حملة التسويق بالمحتوى، يتعين على الشركات والعلامات التجارية أن تركّز على إنشاء محتوى فعّال وذو قيمة.

فالمحتوى القوي يجب ألا يكون جذاباً وحسب، بل موجّهاً أيضاً نحو فهم وتحفيز الجمهور المستهدف، وذلك من خلال توفير محتوى ذو قيمة مضافة.

ويمكن القول بأنّ عناصر المحتوى الفعال هي:

  • محتوى متخصّص يخاطب الجمهور.
  • يقدّم قيمة ومنافع حقيقية.
  • ذو صلة بعملائك.
  • يلبي احتياجات جمهورك.
  • يجيب عن التساؤلات ويقدّم الحلول العملية.
  • محتوى واضح ويتضمن الدعوة إلى اتخاذ إجراء CTA.

ختاماً نؤكّد أنّ الاستثمار في إنشاء محتوى فعّال وقيّم يمثل مفتاحاً حاسماً في تحقيق نجاح استراتيجيات التسويق الحديثة. كون المحتوى الجيد لا يعكس جودة العلامة التجارية وحسب، بل يُظهر قدرتها على تقديم قيمة ملموسة للجمهور.

فالمحتوى هو الملك، والخيار لك في استثماره نحو تطوير خطتك التسويقية وتحقيق نتائج مضاعفة في حملاتك التسويقية سواءً المدفوعة منها أو الطبيعية.

فريق Experts Marketing يقدّم خدماته الاحترافية في التسويق بالمحتوى للشركات والعلامات التجارية لتحقّق أفضل النتائج التسويقية في زيادة المبيعات وتحقيق تواصل أفضل مع العملاء.

لا تترّد بالتواصل معنا وطلب الاستشارة المجانية من خبراء Experts Marketing.