بالرغم من الأهمية الكبيرة التي يحظى بها تحسين تجربة المستخدم اليوم، إلا أنّه لم يكن كذلك مع بدايات ظهور الإنترنت. وحينها كان محتوى المواقع يقتصر على نصوص بسيطة وروابط. ولم يكن يُعرَف حينها معنى تجربة المستخدم كما نفهمهه اليوم.
إذ أنه في ذلك الحين، كان الاهتمام محصوراً فقط في التأكد من أنّ الموقع يعمل ويوفّر المعلومات المطلوبة، دون الاهتمام بشكل كبير بطريقة العرض وتجربة المستخدم.
ويمكن القول بأنّ تحسين تجربة المستخدم اليوم بات يلعب الدور الأساسي في نجاح المواقع وانتشارها، بل وتحقيق المطلوب منها سواءً في زيادة المبيعات أو غير ذلك.
في هذا المقال سنتعرّف معاً على معنى تحسين تجربة المستخدم وأهميتها وكيفية تطبيقها في موقعك باحترافية.
تعريف تجربة المستخدم:
تُعرف تجربة المستخدم في مجال التسويق الرقمي والمواقع على أنها النهج الذي يمكن للمستخدمين من خلاله التفاعل مع موقع الويب أو التطبيق بيسر وسهولة، دون وجود عقبات تعيق تجربتهم. ويرمز لها بـ UX (User Experience).
بمعنى آخر يمكن القول بأنّ تجربة المستخدم هي الأساس الرئيسي للتفاعل بين الأفراد ومنظماتهم، حيث تمتزج فيها الأبعاد العاطفية والعقلية والسلوكية للمستخدمين مع المنتجات والخدمات التي تقدمها الشركات. تشمل تلك التجربة كافة مشاعر المستخدم، معتقداته، تفضيلاته، وتصوراته بالإضافة إلى استجاباته الجسدية والنفسية والسلوكية.
وسنركّز في مقالتنا هذه عن جانب تجربة المستخدم المتعلّقة بالمواقع والتطبيقات الإلكترونية.
معايير بناء تجربة مستخدم ناجحة:
تتأثّر تجربة المستخدم بالأفكار والمشاعر والعواطف التي تنشأ لدى المستخدم أثناء تصفحه لموقع ما. لذلك فإنّ هدفها يكمن في تحسين تفاعل البشر مع موقعك.
من جانبٍ آخر، لضمان تحقيق أفضل النتائج التسويقية، لا بدّ من تضمين استراتيجية تحسين تجربة المستخدم أثناء بناء خطة التسويق الإلكتروني لشركتك.
ومن أجل بناء تجربة مستخدم ناجحة، عليك الحرص على بناء المعايير التي تجيب عنها الأسئلة التالية:
- هل يمكن للمستخدم التنقل بسهولة داخل الموقع أو التطبيق؟
- هل المحتوى الموجود يلبّي احتياجات المستخدم؟
- هل يمكنه الوصول بسهولة إلى المحتوى الذي يبحث عنه؟
- هل التصاميم المستخدمة مريحة للعين ومفهومة؟
- هل سرعة تحميل الموقع جيدة؟
- هل صفحة الويب مناسبة لأحجام الشاشات المختلفة؟
- هل اللغة المستخدمة سهلة الفهم؟
من خلال تركيزك على تلك الأسئلة وتلبية احتياجات وتوقعات المستخدمين فيها، تضمن تقديم تجربة مستخدم مميزة وجذابة للزوار. فضلاً عن تعزيز هويتك التجارية وتحقّق أهدافك التسويقية.
لذلك، لا يمكن أبداً التقليل من شأن أهمية تجربة المستخدم اليوم. ببساطة لأنّ عدداً الزائر لا يفضل أن يواجه تجربة مستخدم سيئة أثناء تصفحه. وبالتالي يغادر ذاك الموقع نحو موقعٍ آخر يجيب عن أسئلته ويحقّق له تجربة مستخدم جيدة.
وفي إحصائية نشرها موقع userguiding، أظهرت أنّ 88% من العملاء عبر الإنترنت لن يعودوا إلى موقع الويب بعد تجربة مستخدم سيئة.
لذا احرص على بناء تجربة مستخدم جيدة أثناء عملية تصميم مشروعك، لتكون ركيزة أساسية نحو النجاح وتحقيق الأهداف.
ركائز النجاح في تصميم تجربة المستخدم:
يعتقد الكثير من الناس أنّ تصميم تجربة المستخدم يُقصَد بها تصميم الشكل الذي يبدو عليه الموقع من صور وألوان فقط. ولكن في الواقع، الأمر أبعد من ذلك بكثير، فالمقصود من تصميم تجربة المستخدم هو تحقيق الهدف والتناغم بين الشكل والتقنية وتفاعل المستخدم معها بشكل سلس.
لذلك يمكن القول بأنّ تجربة المستخدم تجسّد نقطة الالتقاء الحيوية بين:
- البشر والجوانب النفسية.
- التكنولوجيا واستخداماتها.
- الأعمال والجوانب التجارية.
ومن أجل تحقيق التواصل الفعّال مع المستخدم النهائي، يجب التركيز على النقاط الثلاثة التالية:
أولاً: الفهم العميق لاحتياجات المستخدمين وتوقعاتهم من خلال البحوث ودراسات المستخدم.
ثانياً: تسليط الضوء على أهداف الأعمال وإبراز القيمة المضافة لكل ميزة وكيفية استخدامها لتحقيق هذه الأهداف.
ثالثاً: فهم تكنولوجيا الويب والأدوات بشكل شامل، مما يسمح باختيار واستخدام أفضل الوسائل التقنية لابتكار تصميم جذّاب وفعّال للمستخدم النهائي.
أهمية تحسين تجربة المستخدم في المواقع الإلكترونية:
في الوقت الحاضر، لم تعد المعلومة المطلوبة هي المهمة وحسب كما كان في السابق، بل أصبحت طريقة عرض هذه المعلومة أمراً حاسماً في اختيار العملاء إما لموقعك أو لموقع آخر.
ويمكن القول أنّ تحسين تجربة المستخدم أصبح اليوم مفتاح النجاح في العالم الرقمي والأعمال التجارية. ويمكن تصنيف أهمية تحسين تجربة المستخدم وفق المحاور التالية:
زيادة المبيعات ومعدلات التحويل:
تجربة المستخدم الجيدة بشكلها وأسلوبها المقنع من جهة، وسلاسة تفاعل المستخدم معها من جهة ثانية، ستسهم حتماً في رفع معدّلات التحويل وزيادة المبيعات.
حيث يميل المستخدمون إلى إتمام عمليات الشراء عندما يجدون العملية سهلة ومريحة. وهذا بالتأكيد يقود إلى زيادة عمليات الشراء وارتفاع العوائد الربحية.
جذب الزوار والعملاء:
تتيح تجربة المستخدم الجيدة جذب العملاء إلى موقعك أو تطبيقك، وفي نفس الوقت تحافظ على وجودهم هناك لأطول فترة ممكنة.
توفير الوقت والجهد والمال:
تسهم التجربة الناجحة والسلسة للعملاء في توفير الوقت والمال والجهد لشركتك في كل مرحلة من مراحل التصميم، وتضيف قيمة طويلة الأمد لأعمالك.
بناء سمعة إيجابية للعلامة التجارية:
يساعد تحسين تجربة المستخدم في بناء سمعة إيجابية للعلامة التجارية وزيادة الولاء. فالمستخدمون السعداء يميلون إلى نشر تجاربهم الإيجابية مع الآخرين، مما يزيد من الوعي بالعلامة التجارية ويجلب مزيداً من العملاء الجدد.
زيادة المصداقية:
أصبح من الصعب جداً أن تُقنِع الزائر بالمحتوى الذي تقدّمه دون طريقة عرض مناسبة وتجربة مستخدم سلسة. لذلك فإن تجربة المستخدم الجيدة ترفع من مصداقية علامتك التجارية أمام جمهورك بدرجة كبيرة.
تعزيز رضا العملاء:
يلعب تحسين تجربة المستخدم دوراً بالغ الأهمية في تعزيز رضا العملاء وبناء علاقات قوية ومستدامة معهم.
فعندما يجد المستخدم أن المنتج أو الموقع أو التطبيق يلبي احتياجاته ويوفر له تجربة ممتعة وسهلة الاستخدام، فإنه يصبح أكثر عرضة للبقاء والتفاعل مع موقعك.
تحسين محركات البحث SEO:
لا يمكن إغفال أحد أهم جوانب تحسين محركات البحث، وهو مدة بقاء الزائر في الموقع. وبالتأكيد لن يبقى الزائر في الموقع لمدة طويلة في حال كانت تجربة المستخدم سيئة. والعكس صحيح، فإنّ تجربة المستخدم الجيدة ستجعله يبقى لفترات طويلة في موقعك أو تطبيقك.
خطوات تحسين تجربة المستخدم للمواقع الإلكترونية:
من أجل تحسين تجربة المستخدم بشكل عملي، كل ما عليك هو اتباع الخطوات الـ 11 التالية:
1. تصميم بسيط وجذاب:
- استخدم تصميم مريح للعين ومرتب.
- تأكّد من تناسق الألوان والخطوط.
- قلّل من العناصر التي تشتّت المستخدم.
2. تصميم ملائم:
- حافظ على تصميم صفحات موقعك لتكون مناسبة للكمبيوتر والأجهزة اللوحية وأجهزة المحمول.
3. تحسين سرعة التحميل:
- قلِّل من حجم الصور والملفات قدر الإمكان.
- استخدم طرق مناسبة لضغط البيانات.
- استخدم خوادم قوية وأنظمة تسريع لزيادة سرعة استجابة الموقع.
- اختبر الأداء باستمرار وقم بتصليح الأخطاء.
4. سهولة التصفح:
- قم بتصميم قائمة تصفح واضحة ومنظمة.
- استخدم هياكل محتوى مألوفة ومنطقية.
- اهتم بتواجد روابط صفحات موقعك الرئيسية في قسم Header لسهولة الوصول والتصفح.
5. توفير محتوى ذو جودة عالية:
- اكتب محتوى مفيد وجذاب وابتعد عن الحشو الذي لا تفضّله محركات البحث ولا الزائرون.
- تأكّد من دقة المعلومات في موقعك واسندها إلى المراجع.
- حافظ على تحديث محتواك بشكل مستمر.
- نظّم المحتوى بشكل سلس وواضح حتى يصل إليه جمهورك بسهولة.
6. إضافة وسائل تفاعلية:
- استخدم صور وفيديوهات ورسوم بيانية تفاعلية.
- اهتم بوجود فقرة الأسئلة الشائعة في موقعك ومقالاتك.
- قم بتضمين أزرار مشاركة المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
7. تقديم دعم للمستخدم:
- من الجيد إضافة مجيب آلي أو بشري لتقديم المساعدة.
- ضع أرقام التواصل والإيميل الرسمي بشكل واضح وسهل الوصول.
8. حافظ على تجربة تسوق سلسة (للمواقع التجارية):
- اجعل عملية الشراء سهلة وواضحة.
- احرص على توفير خيارات دفع متنوعة وآمنة.
9. تحليل البيانات:
- استخدم أدوات تحليل الويب لفهم سلوك المستخدمين واحتياجاتهم.
- راقب الصفحات التي فيها معدل بقاء الزوار قصير واعمل على تحسينها.
10. تحسين SEO:
- قم بتحسين محركات البحث لزيادة الوصول
- استهدف الكلمات المفتاحية المناسبة لأماكن وجود جمهورك.
11. حافظ على التحسين المستمر:
- استمع لتعليقات المستخدمين واقتراحاتهم وقم بتحسين الموقع بناءً على ملاحظاتهم.
- تابع تحسين الصفحات حتى ولو كانت جيدة، وستلاحظ الفرق في زيادة عدد الزيارات ومدة البقاء.
ختاماً، كما يُقال “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”، لذلك احرص على توفير تجربة مستخدم جيدة لعملائك لتضمن تحقيق أعلى مردود من موقعك الإلكتروني وتتجنّب هدر أموالك وخسارة عملائك.
خطوات بسيطة قد تصنع الفرق في رحلة شركتك نحو تحقيق أهدافها وكسب حصة سوقية أعلى في عالم التجارة الإلكترونية.
لا تتردّد في طلب الاستشارة التسويقية من خبراء Experts Marketing عبر التواصل معنا، لتحصل على نتائج ممتازة في تحسين تجربة المستخدم.